وكيل أممي: أشعر بالخجل لأن العالم لم يظهر التعاطف الكافي مع شعب هايتي

وكيل أممي: أشعر بالخجل لأن العالم لم يظهر التعاطف الكافي مع شعب هايتي
فليتشر يلتقي بعائلة في بورت أو برنس

أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر عن غضبه وخجله مما وصفه بعجز العالم عن إظهار قدر كاف من التعاطف مع معاناة الشعب في هايتي، وجاءت تصريحاته خلال زيارة ميدانية يقوم بها هذا الأسبوع للوقوف على حجم الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد.

بحسب ما أورده موقع أخبار الأمم المتحدة، الأربعاء، تنقل فليتشر بين مراكز إيواء النازحين في العاصمة بورت أو برنس، حيث التقى بعدد من الأسر المتضررة، وقال رودي جان، أحد النازحين، له: “نريد أن نكون قادرين على عيش حياة طبيعية مثل بقية العالم”.

أما النازحة كاشمينا جان ميشيل فروت بحزن قصتها قائلة: "كنت أملك صالون تجميل لكنني خسرت كل شيء، اليوم أعيش في مكان ضيق للغاية لا يتسع إلا لطفل واحد من أبنائي، في حين يضطر الآخرون للبقاء مع أصدقائي".

وأكد فليتشر أن ما سمعه ولمسه يعكس رغبة الناس في الكرامة والعودة إلى حياتهم الطبيعية، مضيفاً أن الكثير من العائلات نزحت مرات عدة بسبب العنف، وأنها لا تريد البقاء في المخيمات بل تسعى لإعادة بناء حياتها.

صعوبة التمويل والاستجابة

انتقد فليتشر ضعف الاستجابة الدولية قائلاً: "لا أصدق أننا نكافح بكل هذا القدر لجمع الأموال اللازمة لدعم هذه العائلات، لا يمكننا تخيل ما مروا به، لكن علينا أن نبذل جهداً أكبر لنكون بجانبهم".

إلى جانب معايشة معاناة النازحين في هايتي، زار وكيل الأمين العام مركزاً للشباب في بورت أو برنس يقدم تدريبات مهنية عملية. أوضحت مديرة المركز لوكا كريسلي أن "المركز يحتضن 269 فتاة ونحو 100 صبي، نوفر لهم تدريبات متنوعة تساعدهم على اكتساب مهارات مهنية".

من بين المتدربين، قالت الطالبة فاني ساجيس: "أحب تطوير مهاراتي الإبداعية، وإذا أخذ المرء حرفة الجلود بجدية فقد تفتح له باب الاستقلال المالي".

وشدد فليتشر على أن هذه الجهود تبعث رسالة أمل رغم قتامة المشهد، مؤكداً: "هؤلاء الشباب يقصون الشعر، ويعملون في التجميل، ويصنعون الأساور، ويتعلمون إصلاح الدراجات النارية. إنهم يعيدون بناء حياتهم رغم كل شيء".

أزمة ممتدة ومعاناة

هايتي تعاني منذ سنوات أزمات متشابكة تشمل الانهيار الاقتصادي، تفشي العنف المسلح، والكوارث الطبيعية التي تتكرر بوتيرة مدمرة، وأدت هذه الأوضاع إلى نزوح مئات الآلاف داخل البلاد، في حين يعيش ملايين آخرون في أوضاع هشة دون خدمات أساسية.

وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان هايتي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في حين لا تزال خطط التمويل الدولية تواجه عجزاً كبيراً يهدد بترك مئات الآلاف من الأسر دون دعم كافٍ.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية